السلام عليكم
أكتب هنا لأحكي حكاية بلا مقدمة ولا بلا خاتمة
كلمات معلقة بين هذا و ذاك لا الى هنا تنتمي ولا الى هناك
هذه الكلمات تارة تحمل كل المعنى و تارة تنقلب بلا معنى
تتقلب كلما نظرنا إليها و تختلف بإختلاف زوايا الرؤية
تغدو عميقة و ذات وقع في القلوب حين نعيش ما تحمل من مشاعر
و تصير سطحية بلا مغزى حين لا نوفق في لمس ما إليه ترمي و لأي الأسباب أرسلت أول مرة
(حكاية ضياع)
حكايتي ليست خيال.. حكايتي واقع إنسان
حكايتي تتألف من لوحات لا من حروف و عبارات
حكايتي طريق لا تختلف عن بقية الطرق بل تنفرد كما البقية بميزاتها و عيوبها
طريقي ليست مجرد أقصوصة تطرب لسماعها النفوس.. طريقي حكاية يعيش في طياتها قلب و روح..
لست هنا لأحكي حكايا ما قبل النوم ولست هنا لأكتب عبارات جوفاء..
أنا هنا لأرسم لوحتي المتكاملة.. أنا هنا لأحرق شمعة عمري في ما يسمى بـ حياة ..
كيف ينسى الإنسان بأن الحياة حين تفقد غايتها تفقد أسمى معانيها لتصبح جحيماً أبدياً يصنع فراغاً لا ساحل له؟
كيف ينسى بأن من لا غاية له لا معنى له و العكس بالعكس؟
كل ٌ منا يعمل ليعيش و يعيش ليعمل و يبقى فينا من لا يجيد لعبة الحياة..
يبكي الفراغ اللامنتهي و يبحث عبثاً عن شواطئ لا تطالها اللاواقعية البتة!
كيف السبيل الى تلك الشواطئ؟ و متى نصل إليها؟
لعلنا نعيش الضياع لنعرف قيمة المأوى؟
حقيقة .. الحياة بلا مأوئ تعني الضياع بكل ما يحمل من معنى
حين نعمل و ننجز و نحاول يكون دافعنا أن ننتمي
و حين ننتمي نجد المأوى، و حين نجد المأوى نجد معنى الحياة فتغدو ذات قيمة
و قد لا يدوم المأوى فـ دوام الحال من المحال..
لما نفقد المأوى...
لما نفقد القلب الذي إليه أوينا و العين التي إليها سعينا
فنحن ولا شك نعيش الضياع بعينه
حينها فقط سنعيش واقع الفراغ اللامنتهي
حينها... نعرف قيمة المأوى و نمضي بقية عمرنا في حنين إليه
يقول القائل من أصعب الأمور أن تسلب حلما ً يتحقق في أجمل لحظاته، لحظة ما قبل النهاية،
لتجعل منه ذكرى أليمة يتردد صداها ما دار الزمان
تحملها في قلبك و عقلك و تنزوي بها و نفسك في عالمك البعيد عن كل البشر
تعيش آثارها و لحظاتها و تتعذب كلما أعدت مشاهدتها و كأنها وجدت لتجردك من لذة الحياة..
نتخبط الخطى على غير هدى.. حتى يحين اليوم الذي يتسلل فيه النور مخترقاً ظلمة الليالي
فنعود لنضيء شموع المساء
و على ضوء الشموع و في تلك الليالي القمراء حيث يبدو الكون في سكون و إتزان
نخرج من زاوية اليأس بضع خطوات لنكتب أمانينا من جديد على أجنحة طيور الأمل كما يفعل الجميع لعلها تتحقق بمحض صدفة
نعود لنرسم بريشة الأمل لوحات الوهم و نمضي الليل ساهرين بإنتظار لحظة تغير الواقع لعل طيور السلام تعود إلينا برسائل تشفى بها القلوب التي أضناها إنتظار المجهول
تذوب شمعة الأمل شيئاً فشياً لتتلاشى معها ملامح لوحاتنا حتى تختفي جميعاً ولا أثر للطائر الغائب
هكذا نبقى في الظلام الأزلي نعيد تجربتنا في قلوبنا و نتذوق نتائجها بعيداً عن كل عين...
و نتساءل: هل يشعر الكون بما أشعر به؟ أم أني الوحيد المعذب في هذا المكان؟
نبحث عن سواحل الحياة من جديد عبثاً نحاول إيجاد بصيص أمل يشرق ليدلنا أين السبيل..
علّنا نلتقىروحاً تحس و تشعر بما نشعر
علّنا نجد من يسلي خاطرنا المكسور ليكون طائر السلام الذي يداوي جروحنا القديمة
تملئ أجسادنا الندب ولا بلسم يشفيها.. و نبقى نأمل كما يأمل الطفل و كأن الدرس الماضي لم يكن كافياً
و كأن الإصرار من شيمنا...
أو.. ربما.. لأننا نعلم و نقر في أعماقنا بأنه لا حياة مع اليأس و لا يأس مع الحياة
و لسنا هنا لنستسلم لليأس بينما يحارب الجميع من أجلــ الحياة.